شكراً إيران
مبدع هو نظام خامنئي، يدهشك بقدرته على التآمر ودهائه وكذبه وتلونه وتنقل عملائه من جبال البلوش الى هضاب المكسيك، ومن بيع القنب في البقاع الى الاستعانة بخدمات عصابات الجريمة المنظمة في المكسيك.
والإبداع يتجلى أكثر في حصول الملالي على خدمات المؤمنين بهم مجاناً فهم يقدمون ارواحهم لخدمتهم كما هم صبيان حسن الصباح في قلعة الموت في قزوين. ما زالوا ينزلون من جبلهم ليعيثوا فساداً وتدميراً في انحاء عديدة من العالم.
لكن الابداع الايراني فشل ولا يزال في حض دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية على فعل شيء يناسب التحديات الايرانية لها، ولعل هذه المثلبة الوحيدة التي يحار الايرانيون في فهمها.
فهم فعلوا الكثير في الخليج ولم تكن ردة فعل الخليجيين تتناسب مع الافعال الايرانية، الى الدرجة التي يتشارك الايرانيون مع مواطني الخليج الحيرة في فهم ما يحدث على المستوى السياسي.
ما الذي يقف امام الخليجيين كي يردوا على الهجمات الايرانية والمؤامرات الرخيصة والغالية؟
هل هو الخوف؟ هل هي الحكمة؟
أم انه الوقت الذي مل منهم واستخدامهم له في حل مشاكلهم؟
منذ ان استلم الخميني مقاليد الأمور وهو ومن اتى بعده لا يكلون ولا يملون في التخطيط ضد الدول الخليجية وخاصة السعودية.
هاجموا أهل مكة في موسم حج وكان رد الاهالي اكثر من رد القوات الامنية الى الدرجة التي يروي فيها شاهد عيان ان صاحب محل اضطر للخروج والدفاع عن محله بسكين في يده بعد ان هاجمه الايرانيون.
لغموا انفاق مكة والتي يستعملها الحجاج الابرياء. بثوا الرعب في المدينة المنورة عبر اذنابهم وكان التعامل اكثر من مؤدب وراقٍ مع اناس يريدون اقامة مزارات لهم بجوار الحرم في استهانة بمشاعر اكثر من تسعين بالمائة من زوار المصطفى صلى الله عليه وسلم.
سلطوا اعوانهم في المنطقة الشرقية كي يفتحوا جبهة جديدة بالتناسق مع ما فتحوه في البحرين واصابوا جنود أمن ومارة ابرياء، وبعد الحدث يصدح نمرهم الورقي والذي يكاد يصبح حديدياً نتيجة شعوره بالامان وعدم التعرض له.
ماذا بقي لايران ان تفعله سوى ان تحضر بنفسها الى ارضنا والاستغراب يعلوا محياها وسؤالها ماذا أفعل لكم كي تشعروا بخطري عليكم؟
ايران، شكراً فكل يوم تحضين شعبنا على التوحد والشعور بالوطن وأهميته، لكن ماذا نفعل فنحن قبائل شتى تتقاتل على الكلأ وعوائد النفط وتحتاج كي تنهض الى هزة عنيفة توقظنا من سباتنا لننتبه ان واجبنا عظيم ووجودنا مهدد.
هل ننتظر اليوم الذي نغزل فيه السجاد الفارسي في ورش الإمام خامنئي؟
هل ننتظر ان نصبح جزءاً من امبراطورية منوشهر وخدام للسيد في قم؟
اين هي قدرتنا نحن العرب والخليجيين على الوقوف ضد ايران دون الاعتماد على الغرب؟
اين هي وحدتنا نحن الخليجيين التي منذ الثمانينات نغنيها في كل ديسمبر وسط اصوات قواقع لا حول لها ولا قوة؟
من يمنع ان نتوحد حتى لو كونفدرالياً؟
اصبح تابع لايران مثل المهري يقلق رئيس وزراء الكويت، وشخص مثل محمود حيدر يتندر إعلامه على الملك عبد الله من دولة مثل الكويت شقيقة في السراء والضراء للسعودية دون ان يقف رجال الكويت الشرفاء ليلقموه حجراً.
تقاتل قطر في ليبيا وتدافع في سوريا وتهاجم في السودان وتنسى أن تفعل ربع ما تفعله من اجل وحدة الخليج لا وحدة السودان.
تتعرض البحرين لحرب طائفية شرسة يراد منها تفريس هذه الجزيرة وتسليمها عبر المجلس العلمائي لايران كي يعود غلام الصفوي الذي رحل عام 1783 ويحكمها بعد ان اعادها العرب الى جزيرتهم، ويظهر إعلامي سعودي ليدافع بحرارة عن غلام ومخططاته المغلفة لغطاء حقوقي، بل ان محطة قطرية تقف مع دعاوى اتباع ايران وصفوييها ليس حباً في علي بل كرهاً في معاوية.
اين شيعة الخليج من الشرفاء الذين قاتلوا في كل مكان مع اخوتهم ضد الفرس والاستعمار واقروا بعروبة البحرين في استفتاء الأمم المتحدة عن ما يحدث حيث لا نسمع صوتاً حراً يقف ضد ايران ومؤامراتها بل ان بعضهم يدافع عنها.
اين هم الحقوقيون ممن يبرأون ايران من مؤامرة قتل السفير السعودي عادل الجبير على الرغم من المجرم معترف بالجريمة والتسجيلات بينه وبين ايران مثبتة قانونياً لكن كرههم لأنظمتهم يجعلهم يتعامون عن الحقيقة.
ايران هي خطر مثلها مثل اسرائيل، وليس المجال المقارنة او المطالبة بتحويل الانظار الى اسرائيل فقط، فالاغبياء هم فقط من يصدق ذلك. اسرائيل وايران يجب ان يراقبا جيداً وان تفضح كل تدخلاتهما في المنطقة.
علينا ان نقف اولاً لإعلان الوحدة الكونفدرالية بين دول الخليج. كما يجب ان نعيد النظر في سياستنا العسكرية وان نقاتل الوقت قبل ايران وغيرها في اعداد جيوش قوية.
لدينا رصيد بشري عاطل عن العمل علينا الاستفادة منه وضمه للقوات المسلحة بدلاً من منحه اعانات بطالة.
حكوماتنا التي تتثاءب عليها ان تجعل شبابنا يؤدي خدمة وطنه وعلمه؛ فكفانا خوفاً من عسكرة المجتمع، ونحن نقف امام تحديات استراتيجية قد تمحو وجود العرب في الخليج العربي.
من يتحدث عن البطالة عليه ان يوجه اصبعاً لحكومته لماذا لم تمتص هذه الطاقات في قوات أمنها ولماذا التفريط بشباب يعلم العالم كله قدراته ويترك لقمة سائغة للقاعدة وغيرها؟
نحتاج الى ان ننفق كل دخلنا على جعل اوطاننا قوية موحدة لا ان ننفقها على السندات الاميركية والبنوك المتعثرة في اوروبا او نرفق بحال اليونان وجزرها.
سمعنا التصريحات السعودية الأخيرة عن انها ستتخذ مواقف حازمة تجاه المؤامرة الايرانية ضد سفارتها في واشنطن، سيذهب خيالنا الى قطع العلاقات والتنديد الدولي والذهاب للأمم المتحدة للشكوى.
في رأي بعضنا هذه الاجراءات قوية، لكنها في رأي البعض الآخر ضعيفة ولا تتناسب مع ما تقوم به ايران ضد بلادنا.
على الحكومة السعودية ان تكون اكثر حزماً ضد ايران، كفانا سياسة الإرجاء والانتظار ومبدأ ردة الفعل، يجب ان يكون لنا فعل مواز ومماثل لما يحاك ضد مواطنينا وبلادنا.
يجب على الحكومة السعودية ان تفعل اكثر من العمل الدبلوماسي؛ ان يكون لها دور في الداخل الايراني، سياسياً واعلامياً واقتصادياً وأمنياً، ويجب على دول الخليج المهادنة مع ايران والناعمة والحنونة على خامنئي وشلة القتل التابعة له ان يختاروا بين الخليج العربي او الخليج الفارسي.
الصراع بيننا وبين ايران ليس وليد اللحظة وليس كما يتصوره بعض العرب ممن لا يعلمون عن تاريخية الصراع.
نحن وايران في أخذ ورد منذ كان كسرى يذل العرب ويمتحن صبرهم. ولم يدمر عرشه العرب من أجل الغنائم كما يصورها مؤرخو الغفلة بل قاتلوه وانهوا امبراطوريته بأقدامهم الشريفة انتقاماً من قرون من الاستهانة بهم والتعدي على اراضيهم وقبائلهم.
نحن ابناء الجزيرة العربية نعرف الفرس جيداً وقد قاتلهم اجدادنا وسنظل نحن وهم في صراع الى ان يرث الله الارض ومن عليها. ولن يغمض لنا جفن دون ادراك خطرهم.
لكننا في وقت عصيب؛ فحكوماتنا هادئة وباردة في ردة الفعل وتعشق القانون الدولي وتقدس منظماته بينما لا يقيم له الايرانيون اعتباراً ولا يستحقون ان يعاملوا به وهم ينهشون العرب بالمؤامرات والتخريب في العراق وسوريا ولبنان وغزة واليمن وغيرها.
نحن نحتاج الى نهضة جديدة، نتوق الى ان يكون لدينا عقيدة سياسية وقتالية ذكية وفعالة تستخدم مواردنا جيدا وبدلا من ان نهدرها في كل مكان في العالم بينما على الضفة الاخرى من خليجنا يسن الجزار الفارسي سكاكينه ويغمس خنجر الغدر في سم الخيانة.
اذا لم نشكر ايران لأنها بمؤامراتها توقظنا من سباتنا وتوحد ناشطينا مع اوطانهم وتحض كل فرد منا سني او شيعي على الدفاع عن وطنه فسوف لن نُشكر ومن لم يَشكر لا يُشكر.
أخيرا، هل أسمعت؟ أم ناديت متعلقاً بأستار مبنى الأمم المتحدة؟
عبد العزيز الخميس
